هل يحق للأجداد المطالبة بزيارة المحضون؟ |
لئن كان السبق لفقه القضاء في إقرار حق الأجداد في المطالبة بزيارة المحضون فإن المشرع أضاف الفصـل 66 (مكرر) بالقانون عدد 10 لسنة 2006 المؤرخ في 6 مارس 2006 الذي نص على أنه: "إذا تُوفّي أحد والدي المحضون فلجديّه ممارسة حق الزيارة ويُراعي قاضي الأسرة في ذلك مصلحة المحضون. ويبتّ في طلب الزيارة طبقا للإجراءات المقررة بالفصل المتقدم". وتبعا لذلك أصبح الأجداد يتمتعون بحق زيارة الأحفاد وهو ما يمكّن من مراعاة المصلحة الفضلى للطفل المحضون الذي تتطلب تنشأته التوازن العاطفي. *فقه القضاء: قرار تعقيبي مدني عدد 3770 مؤرخ في 05 أكتوبر 2004 المبـدأ : طالما أن حق الجد في زيارة حفيديه هو حق قائم بذاته لا يحتاج لإنشائه تدخل أي جهة كانت فإن حرمانه من ممارسته يخول له القيام استعجاليا في طلب تمكينه من ممارسة ذلك الحق. قرار تعقيبي مدني عدد 36350 مؤرخ في 10 ديسمبر 2009 المبدأ: -إنه لا مجال للشك بأن البعد يولّد النسيان وهو أساس القطيعة بعدم التواصل مما تنعدم معه روح الودّ والعطف فضلا عن أن الزيارة تمكّن من الإطلاع عن كثب على شؤون القاصر وربط علاقة الحوار معه قولا وفعلا فهي تقتضي بصفة أصلية استصحاب القاصر ويكون الاستثناء عند وجود ضرورة تحول دون ذلك ومن أهمها صغر سنّ الطفل الذي يوجب بقاءه بمكانه لاتصال ضرورياته بالمكان كالرضاعة وعدم قدرته على الابتعاد لفترة غير قصيرة كعدم القدرة على إدراك معنى علاقته بالزائر وللخدمات التي يرغب في تقديمها إليه والانطباع بالمحيط العائلي الذي ينتقل إليه مما تنعدم معه الفائدة من الاستصحاب وتصبح غير مبررة. -إن عنصر الاستصحاب هو من العناصر المتصلة أصالة وبصفة عضوية بحق الزيارة وهي من توابعه التي لا تقبل الفصل ويكون عدم تخويله هو من حال الاستثناء عند وجود الموانع التي تبررها المعطيات الواقعية. -إن فقدان الأب بالنسبة للطفل تجعله في وضع عاطفي غير طبيعي في علاقته بوالدته التي تنفرد بدور الوالدة والأب فعوض أن ترمز في ذهن الصغير وعلاقتها به إلى العطف والحنان مع شيء من التسامح والتدليل يتوجب عليها أن تتقمص دور الأب رمز السلطة والحريص على التربية والتأديب والإرشاد والتوجيه فيتجمع في الأم واجب الاضطلاع بدورين متناقضين لا يكون من السهل عليها الوفاء بهما أو حتى إدراك واجب الحفاظ على ذلك التوازن الضروري لتربية ونشأة الصغير . -إن تمكين الجدين من ممارسة حق الزيارة فضلا عن مبرراته بالنسبة لهما وللصغير هو من عوامل دعم دور الأم الاستثنائي وتقديم المساعدة لها ذلك أن الصغير يظل حضور الأب متصلا بذهنه وعند انعدام التوازن في تربيته ومحيطه يفقد إمكانية بناء شخصيته الاجتماعية مستقبلا. -إن ممارسة حق الزيارة هي من أوكد الحقوق لاتصالها بالرغبة النفسية الملحة وبالمصلحة الاجتماعية المتصلة بالتأكد والاستمرارية وهو ما يقتضي السرعة في النظر في الطلب المتصل بها وهو ما تفطن إليه المشرع وسنّه صراحة صلب الفصل 66 م ا ش. -إن الحفيد هو امتداد للابن المفقود بالنسبة للجدين وهي علاقة طبيعية أصلية متصلة بالنفس البشرية ومتجذرة أصبغ عليها الخيال الاجتماعي منذ القدم عنصرا من الرومانسية والشاعرية تنعدم معها الخشية من سوء المعاملة والقسوة فضلا عن أن مجرد المخاوف الغير المبررة لا تجيز إهدار الحقوق الثابتة. |